صباح جميل يسافر في جهات الروح نتنسم فيه جميعا رائحة الرضى من رب الكون ونحس فيه ببعث جديد في أرواحنا ..
هذا السفر الرائع في جهات الحياة ومناحيها وزحمة الدنيا وزخم الواقع والسعي نحو الإستمرار والمضي قدما للأمام ..
كلنا ننهمك فيه ونسافر في جنبات تفاصيل أوقاتنا ومعيشتنا وهمومنا ونبحث دوما عن المخارج الأفضل والحياة الأهنئ لنا ولكل من يهمنا أمره ..
أوقات كثيرة نصطدم فيها بالصعوبات والمعوقات الكثيرة نفقد الإحساس بالأمان وينعدم سلامنا الروحي ..
نظن أننا وحدنا ونقلق ونحس أننا نحمل كل أعباء الكون والحياة على أكتافنا بلا معين ولا سنيد …
يظل هناك دوما ما نتوجس منه وما نحسب حسابه وما نترقبه ويظل هناك دوما ايضا الأمل والحلم والتطلع نحو الغد ,,,
وفي خضم كل هذه الأحداث والمشاعر المتناقضة والإضطرابات ننسى كثيرا أن هناك من يراقبنا من مكان ما ..
من يوجد حولنا ويتابع تفاصيل حياتنا بدقة ومحبة ..
يتدخل في أوقات الأزمة وفي ساعات اللزوم ويتصرف بطرق خفية لا ندركها وغالبا لا نحس بها أصلا ..
يمد لنا جسورا غير مرئية لأفاق جديدة وتغييرات في حياتنا لأننا نهمه .. لأنه مهتم بنا لأننا كثروة أمامه ..
أصدقائه وأحبابه وهو يراعينا من هذا المنظار…
إنه الله ..
كثيرا ما بحثنا عن السعادة وصرفنا لأجل ذلك جهدنا ووقتنا وأموالنا ولا ضوء في أخر النفق
فقط ومضات خاطفة تلمع أحيانا فتبتسم لها أروحنا وتبرق سرائرنا ثم لا تلبث أن تختفي في خضم هموم جديدة وأتعاب يومية ..
نحن نبحث دون أن ندرك في المكان الخاطئ ..
نفتش عن الري في الصحراء ونبحث عن الشبع في ملوحة الوهم وننقب عن الفرح في جهات الشقاء..
ننسى مصدر الفرح الحقيقي ..
ننسى تلك العينان الجميلتان اللتان ترنوان إلينا وتراقباننا بحنو الآب وقلق الرفيق وعاطفة العاشق المحب..
ننسى أن الله هو مريح التعابى ..
وكما يقول لنا الكتاب المقدس :-
أرمياء ١٣:٢ |
تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ، لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً. |
وهذا لا يتركنا نحن حزانى متعبين تائهين وحسب بل هو يحزن قلب الله أيضا لأن مشيئته ورغبته هو أن يرانا في قمة الفرح وقمة السعادة وقمة المتعة والسرور
إنه أبونا ولا أعهد أبا يسر بشقاء أبنائه أو يبتهج لمعاناتهم أو لا تسعده فرحتهم وراحتهم ..
ومن هنا هو ينادينا جميعا :-
متى ٢٨:١١ |
تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. |
يخطئ كل من يسمع هذا ولا يجيب النداء يخطئ كل من يمد له الرب يده ليريحه ويعينه ويرفض أن يتجاوب
يظل يرزح تحت ثقله وينوء تحت حمولته كل من لا يفتح الباب لمريح التعاب ومفرح الحزانى ومشبع الجياع:-
رؤيا ٢٠:٣ |
هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. |
فلنحرص جميعا على الإتكاء عليه والثقة فيه والفرح بما قدمه ويقدمه لأجلنا … محب البشر فادي الخطاة إبن الإنسان ,, ربنا يسوع له المجد…
آميــــــــــــــــــــن