اعلم ياخي انه كيفما كانت عقيدتك و لغتك و لون جسدك فنحن نحبك كما يحبك المسيح
الرسالة السابعة
مقدمة:
صديقى صديقتى:
يسعدنا لقاؤك اليوم فى رسالة جديدة من سلسلة دروس صندوق البوستة المفتوح، نشجعك أن تفتح قلبك وروحك لموضوع حلقة اليوم، فأمور الله الروحية لا يستطيع أحد أن يقبلها بكل ما فيها إلا بالروح، فالكتاب المقدس يؤكد على ان الله روح ولا يستطيع أحد أن يسجد له ويعبده إلا بالروح.
الكثير من التساؤلات التى تجئ إلينا تتكلم فى موضع وحدانية الله، الكل يؤمن بأن الله واحد لا شريك له لكن هل يعلن الانجيل ،كلمة الله، وحدانية الله أم ينادى بثلاثة آلهه؟
من خلال رسالة اليوم سنؤكد على ان الانجيل يعلن ان الله واحد ، وسنظهر ما هو أعمق من هذا وهو ما معنى ان الله واحد بالنسبة لحياتنا العملية والروحية، فالانجيل يخبرنا أن الشياطين أيضاً تعرف ان الله واحد ومتأكدة من هذا لكن ما هو الفرق بين المعرفة والإيمان وما معنى الوحدانية التى يتكلم عنها الانجيل.
فإلى رسالة اليوم.. ..
الله واحد :
صديقى ، يخبرنا الكتاب المقدس ( التوراه و الإنجيل ) فى مواضع كثيرة جداً أن الله واحد لا إله غيره . ففى العهد القديم ( أشعياء 45 : 5 ) يقول العلى : ” أنا الرب وليس أخر لا اله سواى “.وفى الإنجيل ( مرقس 12 : 29 ) ” الرب إلهنا رب واحد “، لذا كل المؤمنين الحقيقيين يؤمنون تمام الإيمان بوحدانية الله تعالى كما أكد لنا الكتاب المقدس أن الله تعالى رب واحد لا إله غيره و لا معبود سواه.
ما معنى أننا نؤمن بإله واحد؟
صديقى إن الايمان بالاله الواحد ليس كلمة تقال بالفم؟ فالشيطان نفسه يعرف أن الله واحد، فهل هذا هو الإيمان بالاله الواحد؟ كلا وألف كلا.. إن الإيمان بالاله الواحد هو اليقين العميق الداخلى بأن لا مساو أو شريك لله فى قدرته وفى حكمه وسلطانه على كل الكون وعلى حياة الإنسان؛ وعدم الإيمان بوحدانية الله هو الشرك به مباشرة، أى وضع شريك معه فى السلطة والحكم على الحياة.
وهو أعظم من إدراكنا :
لكن الله أعظم من أفكارنا فيقول الوحى المقدس فى سفر ( أيوب 37 : 23 ) ” القدير لا ندركه …” لذا فهناك أمور كثيرة خاصة بالله تعالى وحده لا يستطيع أن يدركها العقل.. وهذه الأمور ليست ضد العقل و إنما فوق العقل والفرق شاسع بين العبارتين . فمثلاً نحن لا نستطيع أن ندرك من أين آتى الله ؟ ولا من أوجده ؟ ولامتى وجد ؟ أو ماذا كان قبله ؟ وبالرغم إننا لا نستطيع أن نضع إجابه كافية للعقل على هذه التساؤلات، الا ان هذا لا يجعلنا ننكر وجود الله لأننا نعلم ان هذه الأمور أعلى من ادراكنا.
ولهذا فإن عقولنا المحدودة لا تستطيع أن تفسر كل شئ عن العلى و ذلك ليس لأن الله غامض أو يرغب أن يكون غامضاَ للذهن البشر و إنما لأن الله أعظم من إدراكنا و لهذا ليس من حق عقولنا أن ترفض مُعلِنات الله عن ذاته لمجرد القول أن هذا لا يقبله العقل .
الله ليس قوة جبارة :
إن أعمال الله سبحانه وتعالى فى الخليقة وفى بقائها تثبت أن وراء هذه الأعمال عقل يفكر وشخص منظم يحوى هذا العقل بجانب القدرة التى يمتلكها لصنع الأعمال العظيمة . ففى ( مز 136 : 5) ” الصانع السموات بفهم “. فالعلى هو كائن حقيقى بل هو الكائن الذى كان والذى سيستمر فى الكينونة بدون حدود الزمان والمكان وهو ليس قوة مجردة.
الله موجود فى كل مكان:
وجود العلى فى كل مكان ليس معناه أن له كيان كبير الحجم وهذا الكيان الكبير يوجد منه جزء فى كل مكان، حاشا لله أن يتجزأ، ولكن العلى بكل كيانه وسلطانه وكماله موجود فى كل مكان. وبالرغم من أن الله بكل كيانه موجود فى كل مكان إلا انه اله واحد وهذا يا صديقى يجعلنا نتأكد أن هناك معنى أعظم وأعلى من ادراكنا لكلمات مثل ” الله موجود فى كل مكان ، الله واحد “.
وحدانية الله جامعة :
أرجو صديقى أن لا تقرأ هذه النقطة دون التأكد من فهمك لكل ما سبق ،، إن الله سبحانه وتعالى إله واحد ولا معبود سواه ، ولكن ما معنى الوحدانيه التى أعلنها الله عن نفسه فى الوحى المقدس ؟
أعلن الله العلى عن نفسه كالخالق القدير وهذا مانراه بوضوح وجلاء فى بداية الإعلانات الالهية أنه الآب القادر على كل شئ ،، وفى نفس الوقت يعلن العلى عن نفسه أنه الإله المحب كلمة الله الذى فى الوقت المعين أخذ صورة بشر سوياَ ليتمم الفداء ،، بل أن العلى فى ذات الوقت يعلن عن نفسه بأنه مصدر الحياة لكل ما فى الكون فهو الروح القدس المحي .
يقول الوحى فى الإنجيل المقدس :
+ ” عمدوهم باسم الآب و الابن و الروح القدس ” ( متى 28 : 19 ) .
+ ” فإن الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثه الآب و الكلمة و الروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد ” ( يوحنا الأولى 5 : 7 ) .
نلاحظ فى الآيات السابقة أمرين فى غاية الأهميه و هما أن الله أعلن نفسه كالخالق و الكلمة و الروح ،، و فى ذات الوقت الثلاثة هم واحد. ففى الآيه الأولى يذكر الخالق بلقب الآب و يذكر الكلمة بلقب الابن و يذكرالروح بلقب الروح القدس، فهل هذا يعنى وجود ثلاثة آلهة؟؟ بالتأكيد لا ففى الآية الأولى لم يقل ” باسماء ” بل قال ” باسم ” بالمفرد دليل على أن هذا الثالوث لا ينفصل عن التوحيد بل هو توحيد من نوع فريد أعظم من إدراكنا.
و يؤكد فى الشاهد الثانى جملة ” و هؤلاء الثلاثة هم واحد ” مؤكداً الثالوث الموحد و التوحيد المثلث . و هذا الأمر فريد لا يشبهه شئ فالعلى لا يوجد له شبيه أو مثيل ( أر 10 : 9 ) ” لا مثل لك يارب ”
إنما هناك بعض الأمثلة من واقع الحياة قد تساعدنا على فهم هذا الإعلان الإلهى فمثلاً : الإنسان يكون فى الوقت الواحد أب وابن وصديق وهو كما هو لم يتغيرو لم يتجزأ و لم ينفصل، فهو يتمتع بكونه له شخصية الأب وشخصية الابن وفى نفس الوقت له شخصية الصديق فهو واحد و لكنه يظهر بشخصياته المختلفة فى أوقات مختلفة لكن العلى فى نفس الوقت يعلن عن نفسه بشخصية الآب والكلمة والروح القدس.
الثالوث الخطأ :
ظهر فى القرن السادس أحد المبدعين المهرطقين المنادين بأن الله تزوج من العذراء مريم و انجبا المسيح و هذا إفتراء محض كفره كل مؤمن صالح و كفره الإنجيل المقدس من قبل أن تخرج هذه البدع ، و لم يقل أن المسيح و مريم إلهين من دون الله.. وأيضاأنكر الوحى المقدس عن الثالوث الخطأ القائل بوجود الالهة (الأب والإبن والام ) والثالوث الوثنى ( إيزيس و أوزوريس و حورس ) فلا تخلط صديقى بين البدع والهرطقات والعقائد الوثنية وبين الحق الإلهي الموحى به.
قصة توضيحية:
الله واحد:
خرج سكان أورشليم وكل اليهودية وجميع الكورة المحيطة بنهر الأردن ليعتمدوا بالماء على يد يوحنا ابن زكريا، فكان يغطسهم فى ماء النهر علامة على الموت والدفن للماضى ويخرجهم من الماء كإعلان قيامه وبداية حياة جديدة.
لكن فى يوم جديد وعجيب فوجئ فيه نبى الله يوحنا بالسيد المسيح له كل المجد يأتى اليه ويطلب أن يعتمد منه فرفض معلناً احتياجه هو لأن يعمده المسيح، لكن المسيح أصر على طلبه، و كأن به فى معموديته بالماء يوضح هدف إرساليته إلى العالم بأنه ” سيموت بأيدي الناس و يقوم ثانية إطاعة للمشيئة الالهية فى خلاص الجنس البشرى”.
فلما اعتمد الرب يسوع المسيح صعد للوقت من الماء واذا السماء قد انفتحت ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة من السماء فاستقر عليه وكان صوت من السماء قائلاً :أنت ابني الحبيب بك سررت”.
و فى هذا المشهد العجيب نرى بعضاً من الاعلان عن ذات الله الواحد فى الأقانيم الالهية الآب والروح القدس و الابن يسوع المسيح كلمة الله المتجسد.
خطوات عملية:
يجب أن نطرد كل شريك فى حياتنا يشترك فى السيادة على قلوبنا، أطرد المال والشهوات والمناصب من السيادة والقيادة لحياتك وإقبل وأعبد الاله الواحد السيد الوحيد على حياتك.
صلاة:
لا مثل لك يارب عظيم انت
انت هو الله وحدك أعترف بك الاله الواحد الوحيد على كل حياتى لن اسمح فيما بعد ان يسود علىَّ سادة سواك
لن أسمح للمال أو الشهرة ولا الشهوات ان تقود حياتى
انت وحدك اله حياتى لا شريك لك آمـين
أية للحفظ:
” الرب الهنا رب واحد، وتحب الرب الهك من كل قلبك، ومن كل نفسك و من كل فكرك ومن كل قدرتك”
(مرقس 12 : 29، 30)
سؤال لك:
ما معنى الايمان بان الله واحد ولا شريك له؟ و ما تأثير ذلك فى حياتك الشخصية؟
هدية لك:
ارسل الينا بأرائك واستفساراتك وننتظر أيضاً إجابتك على “سؤال لك ” حتى نرسل لك هديه قيمة من مطبوعاتنا. لا تنسى أن تكتب عنوانك البريدى إذا كنت تريد مطبوعاتنا.
مدرسة الأبواب المفتوحة
الأبواب المفتوحة دراسة وتواصل موجهة لكل من له رغبة في معرفة المبادئ الأساسية للمسيحية , وربط علاقة محبة و أخوة مع عدد كبير من الأصدقاء من مختلف الدول
ما يميز هده المدرسة بأن الباحث يستطيع أن يدرس الموضوعات المختلفة بمفرده , مع أمكانية تقييم مدى استيعابه للمواضيع الدراسة من خلال الإجابة علي الأسئلة الموجودة في نهاية كل موضوع
بعد أن تجيب عن اختبارات دراسة كاملة سنرسل لك شهادة من المدرسة و هدية لفائدتك الروحية