اعلم ياخي انه كيفما كانت عقيدتك و لغتك و لون جسدك فنحن نحبك كما يحبك المسيح
صديقى صديقتى:
يسعدنا لقاؤك فى هذه الرسالة التى فيها سنتشارك فى موضوع هام لتجدبد أذهاننا وخلق فكر حر بلا قيود نستطيع به أن نختار ونقرر فى أمور الحياة المختلفة والمتضاربة حولنا.
فى رسالة اليوم سنرى كيف أن إحتياجنا فى الحياة ليس فى التغيير للظروف المحيطة بنا بل كيف نتغير نحن من دواخلنا حتى نستطيع أن نتعامل مع الأحداث والظروف المحيطة ونعمل على تغييرها. القوانيين البشرية تحاول من بعيد أن تشير إلى طريق النجاح، لكن من خلال الكتاب المقدس كلمة الله الحية ستمتلئ قلوبنا وأفكارنا بل حياتناً بالحق والعدل الذى به ننال النجاح، فإلى موضوع اليوم.. ..
إعجاز الكتاب المقدس:
إن الكتاب المقدس معجزة إلهية فوق طبيعية ولكن الإعجاز ليس فى بلاغته أو إسلوب كتابته أو تنسيقه ونظامه فحسب بل إعجازه فى قدرته على تغيير حياة البشر، ففى ( عب 4 : 12 ) ” لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة الى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته”.
إن المُصلح البشرى يركز عـلى إصلاح حيـاة الناس من الخارج فى محاولة للوصول للداخل، لكن طرق المولى مختلفة فهو يبدأ من الداخل فيجدد القلب فيتغير الخارج، ولذا وضع المولى عز وجل الكتاب المقدس لا ليحوى بعض الوصايا والتعاليم بل ليكون بين يدى البشر وسيلة دائمة للتقدم المستمر نحو الحياة الفضلى، فلا يمتنع الإنسان عن فعل الشر فى الظاهر فقط بل يتغير داخل الإنسان ويظهر هذا التغيير على حياته فى الخارج.
ولأن كلمة الله حية وفعالة فهى تؤثر ليس فقط على الفرد بل أيضا على الأسرة والمجتمع ككل، فقد علم الكتاب المقدس عن: الحياة الأسرية فى ( أف 5 : 22- 32 ) و تربية الأبناء فى ( مز 128 : 3،4 ) و وضع تفاصيل العلاقات بين أفراد المجتمع فى ( مت 5،6،7 ) وتكلم عن السلوك بالحكمة والشرائع الألهية فى ( أم 10، 11، 12 ).
تأثير الكتاب المقدس ؟:
إن فاعلية كلمة الوحى على حياتنا بلا حدود،، فالكلمة:
1) ترشد فى الحياة: ( مز 199 : 105 ) “سراج لرجلى كلامك و نور لسبيلى”.
2) تنقى الحياة: ( يو 15 : 3 ) ” أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذى كلمتكم به”.
3) تعلم: ( رو 15 : 4 ) ” كتب لأجل تعليمنا “.
4) تعطى الحكمة: ( مز 199 : 99 ) ” اكثر من كل معلمي تعقلت لان شهاداتك هي لهجي”.
5) تنذر عن الشر: (1كو 10 : 11 ) ” فهذه الأمور جميعها� كتبت لإنذارنا “.
وهناك الكثير والكثير من قدرة وعمل كلمة الله فى الحياة ولكن فوق الكل إن كلمة الله ليست تعليمات فقط بل هى روح وحياة فقد قال السيد المسيح له المجد ” الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحياة ” ( يو6 : 63 ) فكلمة الله روح تجعلنا نفهم ونعرف الله تعالى الذى هو ” روح ” وتعطينا حياة فى قلوبنا هى حياة الله فينا.
الكتاب المقدس شريعة الله :
إن كلمات الكتاب المقدس ليست كلمات مجردة بل يجب تطبيقها فى الحياة لأن منبعها المولى مُعطى الحياة؛ ولذا يجب أن نقف أمام هذا السؤال الهام وهو:ماذا يجب أن نفعل بالكلمة المقدسة؟:
1) نضعها فى مكانها الحقيقى : ” فضعوا كلماتى هذه على قلوبكم ونفوسكم واربطوها علامة على أيديكم ولتكن عصائب بين عيونكم وعلموها أولادكم متكلمين بها حين تجلسون فى بيوتكم وحين تمشون فى الطريق وحين تنامون وحين تقومون واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك”( تث11 : 18-20)
فالمكان الحقيقى لكلمة الله هو فى قلوبنا ونفوسنا وأمام عيوننا دائماَ معلمين بها لأولادنا فيجب أن تُقرأ دائماً ونعطى لها السلطان أن تسكن فى قلوبنا لتثمر فى دواخلنا.
2) نطيعها دائما : ” احفظ وصاياى فتحيا “(أم7 :2) إن العلى يطلب أن تحفظ الوصايا ليس فى الذاكرة فحسب بل فى العمل بها وتتميمها فى الحياة اليومية.
3) نلهج بها : ” طوبى للرجل الذى .. فى ناموس الرب مسرته وفى ناموسه يلهج نهاراَ وليلاَ ” نقرأها ونتأمل بها و نكررها أمامنا دائما ( مز 1 : 1، 2 ).
الكتاب المقدس قوة للحياة الجديدة:
حياة تغلب الشر: عندما نقرأ فى كلمة الله نكتشف إعلانات السيد المسيح فى الإنجيل التى تقودنا الى طريق الغلبة على الشر والعادات السيئة مثل الغيرة والثأر والإنتقام ففى (متى 5 : 38،39،44 ) ” سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن، وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر .. أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم ” وقال الوحى فى (مزمور 119 : 9) ” بما يزكى الشاب طريقه. بحفظه اياه حسب كلامك “.
حياة الثقة فى المستقبل: عندما تمتلئ حياتنا بكلام الله فى الكتاب المقدس ستمتلئ قلوبنا بالثقة فى مواعيد الله، فقد وعدنا السيد المسيح فى ( متى 28 : 20 ) ” وها أنا معكم كل الأيام الى إنقضاء الدهر” فحتى فى وسط الضغوط المادية والمعنوية أو مهما كانت هذه الضغوط، فالكتاب يؤكد وجوده الحقيقى معنا الذى هو مصدر الإطمئنان والسلام وقد قال أيضاً له كل المجد ( يو 14 : 27 ) “سلاماً أترك لكم، سلامى أعطيكم ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا، لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب “
حياة الشبع والإرتواء: يقول الوحى فى ( مزمور 1 ) ” طوبى للرجل الذى لم يسلك فى مشورة الاشرار.. لكن فى ناموس الرب مسرته.. فيكون كشجرة مغروسة عند مجارى المياه التى تعطى ثمرها فى أوانه وورقها لا يزبل وكل ما يصنعه ينجح “وعندما نشبع بكلمة الحياة عندها لا يقدر أى شئ فى العالم أن يسود علينا فيقول الوحى فى ( أمثال 27 : 7)” النفس الشبعانة تدوس العسل”.
قصة توضيحية:
” كتاب منع الأكل “
توجهت رحلة سياحية للأدغال لمشاهدة الحياة البدائية فيها، و غامرت مجموعة منهم بالتوغل في مناطق أكلة لحوم البشر المحظور زيارتها، و من بعيد نظروا رجلاً يجلس تحت الأشجار فارتعبوا، و فكروا في العودة لئلا يكون أحد المتوحشين إلا أنهم لا حظوا إنهماكه في القراءة، فاقتربوا منه أكثر ووجدوه يقرأ في كتاب كبير الحجم، ولما سألوه عما يقرأ ؟ أجابهم أنه يقرأ الكتاب المقدس، فضحكوا عليه هازئين منه لكونه يقرأ من كتاب عتيق مضى على كتابته مئات السنين فأجابهم رجل الغابة البدائي قائلاً: ” لولا هذا الكتاب لكان أحدكم اليوم هو طعام الغذاء لي و لأسرتي، لقد غيرنا الكتاب المقدس أنا و أسرتى وغشيرتنا من آكلي لحوم البشر إلى محبين للناس “.
إن الكتاب المقدس ليس مجموعة من الوصايا والتعاليم التى يجب اتباعها فقط لكنه كلمة الله الذى يغير الحياة بالكامل فهو يصنع فى قلب الإنسان معجزة فريدة لأنه شريعة الحياة لكل العصور، فكلماته الحية تغرس بذرة الحياة في قلب من يسمعها و يقبلها كما قال السيد المسيح ” الكلام الذي أكلمكم به هو روح و حياة “.
خطوات عملية:
الكتاب المقدس كلمة الله الحية ندعوك أن تقرأها وتلهج بها ( أى ترددها داخلك) وتضعها فى قلبك وتطبقها فى حياتك اليومية، رتب وقتاً يومياً لتقرأها بإنتظام فتنال حياة متجددة.
صلاة:
علمنى يارب طريق فرائضك فأحفظها الى النهاية فهمنى فألاحظ شريعتك وأحفظها بكل قلبى أمل قلبى الى شهاداتك لا الى المكسب حول عينىَّ عن النظر الى الباطل
فى طريقك أحينى
خبات كلامك في قلبي لكيلا اخطئ اليك … آمـين.
أية للحفظ:
” سراج لرجلى كلامك ، ونور لسبيلى ” مزمور 119 : 105
سؤال لك:
ما هى اكتر الوصايا التى لمست قلبك فى الانجيل وشعرت ان الله يتحدث بيها اليك شخصياً ؟
ارسل الينا بأرائك واستفساراتك وننتظر أيضاً إجابتك على “سؤال لك ” حتى نرسل لك هديه قيمة من مطبوعاتنا. لا تنسى أن تكتب عنوانك البريدى إذا كنت تريد مطبوعاتنا.
مدرسة الأبواب المفتوحة
الأبواب المفتوحة دراسة وتواصل موجهة لكل من له رغبة في معرفة المبادئ الأساسية للمسيحية , وربط علاقة محبة و أخوة مع عدد كبير من الأصدقاء من مختلف الدول
ما يميز هده المدرسة بأن الباحث يستطيع أن يدرس الموضوعات المختلفة بمفرده , مع أمكانية تقييم مدى استيعابه للمواضيع الدراسة من خلال الإجابة علي الأسئلة الموجودة في نهاية كل موضوع
بعد أن تجيب عن اختبارات دراسة كاملة سنرسل لك شهادة من المدرسة و هدية لفائدتك الروحية