وابتدا نوح يكون فلاحا وغرس كرما. وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه. تكوين ٩: ٢٠-٢١
لم يقصد نوح ان يسكر، بل كل ما في الامر هو انه كان يحاول ان يسترخي. وحيث انه كان يجلس داخل خيمته، فما الضرر المحتمل من كاس اخرى؟
ما الذي حدث؟ وكيف انتهى الامر ببطل الايمان العظيم هذا الى السكر في فراشه؟ ربما كانت مبادئه الروحية قد بدات تتزعزع. فمن المؤكد ان نوحا شعر بالتعب والارهاق الشديدين بعد كل الضغوط والالام التي تعرض لها. ورغم اننا لن نتمكن ابدا من معرفة الحالة الروحية المؤكدة لنوح انذاك، الا ان هناك شيئا واحدا مؤكدا: لقد وقع خادم الله المختار في فخ لحظة ضعف. وهكذا، ماهي الدروس التي يمكننا ان نتعلمها من هذه القصة الماساوية؟
اولا، مهما ظننا انفسنا ناضجين روحيا، فاننا متعرضون جميعا للوقوع في الخطية. لهذا، من الضروري جدا ان نحافظ على ضوابطنا الروحية. وقد وجدت انا شخصيا ان الوقت الذي اقضيه في قراءة الكلمة والدعاء الى الله هو المفتاح الذي يمكنني من السلوك في قوة الله وقدرته. فمهما كنت منهكا، فان قوتي تتجدد حين امثل في محضر الله.
ثانيا، الامور التي تحدث داخل خيمتنا الشخصية مهمة للغاية، ماهي حالة حياتك الخاصة؟ هل تنمو في الايمان، ام انك مستسلم لسلطان احدى الخطايا المستترة؟
ثالثا، الىان نصل الى السماء، ليست هناك نصرة نهائية في المعركة الدائرة مع الخطية وابليس. لقد شن نوح حربا ضد ظلمة العالم لمئات من السنين. ومن المؤكد ان هذا المحارب الروحي المتمرس كان امهر من ان يقع في فخاخ العدو. لكن في لحظة ضعف، تخلى نوح عن يقضته قليلا فوقع في شرك الخطية.
وكما هو حال نوح، فقد دعاك الله للوقوف في وجه تيار الضلال والياس الذي يجتاح عالمك. وهذه المهمة لن تنتهي الا حين تقف امام عرش الله. وحين تكون مؤسسا على حياة ممتلئة بالله وكلمته، فانني متيقن بانك ستحرز النصر في المعركة التي دعاك الله لخوضها.
بالنسبة لي فان اسهل مكان اظهر فيه قوتي في الرب هو حينما اقف وارنم امام الناس. اما اصعب مكان اضهر فيه قوتي في الرب فهو في البيت. وفي الحقيقة، فان ما يحدث في بيتي هو الذي يقرر ويحدد ما يحدث امام الناس.