“وسمعا صوت الرب الإله ماشيا في الجنة…فاختبأ آدم وامرآته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة. فنادى الرب الإله آدم وقال له: أين أنت؟” تكوين ٣:٨-٩
حالما ارتمت حواء بين دراعي آدم وهي ترتعش من الخوف, بدأت الدموع الساخنة تنهمر على خديها. لكن للمرة الأولي في حياتها, لم تكن دموعها دموع فرح, بل كانت دموع حزن. كانت كلمات الحية أشبه بالتنويم المغناطيسي, فلوهل, شكت حواء بالفعل في خالقها. والآن, رغم فوات الأوان, إلا أنها عرفت الحقيقة.
من ناحية أخرى, كان آدم يشعر بالخدر والدهول من تأثير الصدمة الناشئة عن تمرده. وخلافا لزوجته العزيزة, لم يكن بإماكانه أن يدعي أنه قد خدع كعدر له. ولأول مرة في حياته, عرف آدم ما تعنيه كلمة”موت” فقد دأ يشعر آنداك بالضعف والوهن, بدأ يشعر أيضا بأصابع الموت الباردة وهي تقبض على صدره, وحين دفن رأسه في شعر زوجته المتشابك, بدأت عبارات التحدير الرزينة الموقظة التي قالها الله له سابقا تتردد في حجرات قلبه:”لأنك يوم تأكل منها موتا تموت.”
بعد دلك, سمع آدم وحواء صوت الله. لقد كان يبحث عنهما, ولم يقبل بنهاية ما وصلو إليه:” آدم, أين أنت؟” وحين عثر على مكان اختبائهما سمعا نبرة الصوت الصارمة لخالقهما صاحب الجلال, ونبرة محبة الآب الدي جاء لإرجاعهما إليه. صحيح أنه كانت هناك عواقب لما قاما به لأن الخطية لها عواقبها دوما, إلا أن رحمة الله كانت أعظم من تلك العواقب.
هل ترى دلك الآن؟ وهل يمكنك أن تسمع صوت خالقك المحب؟ ” أين أنت؟” لمادا تختبئ مني؟” ماالدي قيدك, وألمك, وجعلك تشعر بالخجل؟ مهما كان مقدار الخطية التي لطخت نفسك ولوثت حياتك, لا مبرر لليأس, فما خطية يصعب على دم مخلصك تطهيرها. وما من جرح يصعب على دبيحته شفاؤها. لدلك, مهما كان الأمر الدي تواجهه اليوم, فإن الله قادر على أن يغفر لك, وأن يقويك. تجاوب معه اليوم, فهو ينتظر أن يخلص نفسك وينقدك.
” هودا حمل الله الدي يرفع خطية العالم!” هده الآية الكتابية ـ التي هي من الآيات المفضلة لدي ـ تركت أثرها في قلبي مؤخرا فيما كنت أتأمل في محبة الله لآدم وحواء.